أدب المجتمع

التنمر وباء قاتل – سارة السهيل

 

 يموج مجتمعنا الانساني المعاصر بأمواج متلاطمة من ثقافة العنف الذي يأخذ اشكال متعددة وخرج من رحمها الارهاب والتنظيمات الدولية المختلفة، وقد تستطيع الدول مكافحة ارهاب هذه المنظمات الدولية بصعوبة بالغة.

وقد يستعصي على الدول مواجهة اشكال العنف المتنامي في المجتمعات خاصة وانه عنف مجتمعي يترجمه سلوك الافراد وبعض الجماعات ومتشرب من السلوك المجتمعي الخاطئ في التنشئة الاسرية وفكر تسلط الكبير على الصغير والقوي على الضعيف مما أوجد ظاهرة التنمر، والفهم الخاطئ للقوة.

فهذه الظاهرة العدوانية تجتاح العالم شرقا وغربا وتتنامى بفعل تأثير القرية الكونية التي يمارس فيها العنف الاليكتروني والفكري والبدني والنفسي ايضا، رغم اننا جميعا نخرج من رحم أمهاتنا كائنات شفافة طاهرة بريئة حتى يتولى الابوان تربيتا ومن ثم المجتمع المحيط ، فنمتص كالاسفنجة كل ما في البيئة الاسرية والاجتماعية من اشراقات او ظلمات.

ومع طغيان المادية والثقافة الاستهلاكية في عالمنا المعاصر زادت احتياجات هذا العصر، فبات لا يرضى الانسان بالقليل ويسعى لتطوير قدراته المادية بأية وسيلة، وانشغل الابوان في تحقيق ذواتهما مهنيا وماديا ولم يبق لديهما الوقت الكافي للاسترخاء والهدوء النفسي، وحملا بضغوط عصبية ونفسية شديدة نتيجة انهماكها في معترك الحياة والنجاح فيها وسط قسوة وقهر مجتمعات الاعمال.

والنتيجة ان الابوين يفرغان طاقتهما المشحونة بالغضب والارهاق النفسي على صغارهما، ويتعاملان معهم بالعنف السلوكي الفوقي بين الاوامر والنواهي الغليظة دونما استخدام طاقة الحب السحرية في التربية او الرحمة في الازمات، ونتاجا لذلك يكتسب الطفل ثقافة العنف والعند كرد فعل للغلظة التي يصادفها اما في مجتمع الاسرة او
مجتمع المدرسة او المحيط الاجتماعي الذي يستقوي فيه الكبير على الصغير.

وقبل ان يشب الطفل عن الطوق يجد ان الثقافة المجتمعية تكرس كلها لمعطيات العنف والعدوان، وهو ما يتجلى في بعض افلام الكارتون والالعاب الاليكترونية المميتة، ناهيك عن الدراما التليفزيونية التي يتابعها الطفل مع ذويه او الافلام التي تفيض مشاهدها بالاجرام والعدوان.

مما ادى الى سوء التربية فتجد الاطفال بلا حب او رحمه او تهذيب فاستسهلوا ردود الأفعال الغير لائقه و تمادوا على أنفسهم بل اعتدوا على غيرهم بالألفاظ و الأفعال من همز و لمز و معايرة و تجريح فتفشت ظاهرة التنمر و اصبحت نوعا من المرح و المزاح و إظهار القوة ظنا منهم ان القوي يتهكم على غيره الا ان الواقع غير ذلك فعلم النفس يؤكد ان الشخص الصحي من الناحية النفسيه لا يمكن ان يؤذي الآخرين بكلامه و افعاله و ان الشعور بالنقص و الدونيه هو الذي يقود الناس للتهكم و السخرية من الآخرين سواء جادين او بحجة المزح و الدعابة

وهذا يؤكد ان التنمر ظاهرة اجتماعية سريعة الانتشار، تقع داخل الاسرة والمدرسة والعمل، ومن ثم فهي تحتاج الى تضافر مجتمعي وطني ودولي لمكافحتها كما تتعاون الدول في مكافحة الارهاب بانواعه، خاصة وان قد تسبب في تدمير الافراد والمجمعات، ومن أمثلة ذلك ان بعض الطلاب في المدراس الامريكية قد بلغ العنف والتنمر في صفوفهم مبلغ حمل احدهم السلاح ليقتل زملائه بالمدرسة.

تعريف التنمر ومخاطره
يعرف التنمر بوصفه سلوكا عدوانيا متكررا يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا من أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر. وقد ينطلق التنمر من مجموعة قوية ضد مجموعة أضعف لتهديدها وتخويفها وفرض السيطرة عليها.

يأخذ التنمر أشكالا مباشرة متعددة منها الاساءة الجسدية مثل الضرب والركل وشد الشعر والعض والخدش، والنفسي، وقد يعتمد علي التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية كالسب أو كلمات السخرية المكتوبة، وكذلك الايذاء النفسي والاجتماعي من خلال الاستبعاد من النشاطات ومن المناسبات الاجتماعية ودفع الضحية الى العزلة الاجتماعية من خلال تجريحه بالنقد الدائم في ملبسه او عجزه او زيادة وزنه، وكذلك اطلاق الشائعات حوله.

ويؤدي تعرض الطفل للتنمر الى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة، ويمكن للاسر ان تتعرف عليها في سلوك ابنائها، ومنها: تراجع المستوى الدراسي وعدم قدرته على الحفاظ على ادواته المدرسية بضياعها أو تلفها، وميل الطفل للانطواء والوحدة وتجنب الاحتكاك بأقرانه وبالمجتمع، بجانب شعوره بالتوتر عند الذهاب لأماكن تجمعه بالناس مثل المدرسة، وظهور بعص الكدمات بجسده، وحدوث خلل في نظامه الغذائي ونومه. وقد يكتسب الطفل الضحية عادات ممقوته مثل الكذب او السرقة او الميل الى السلوك العدواني، وشعوره بالاكتئاب نتيجة الضغط النفسي الذي يقع عليه نتيجة التنمر.

وهكذا يقود التنمر الى كوراث اجتماعية ومرضية وقد تفضي الى الموت، وذلك حسبما ما ذكرت “موناى أومور ” الحاصلة على الدكتوراه في مركز مكافحة التنمر، كلية ترينيتي في دبلن، أن هناك هيكل نامي من الأبحاث توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفال أو بالغين والذين يتعرضون باستمرار للسلوك التعسفي، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي والتي من الممكن في بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار.

فضحايا التنمر قد يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل نتيجة ما قد يسببه التنمر من شعور بالوحدة، الاكتئاب القلق، كما يؤدي ايضا إلى تدني تقدير الذات، وزيادة التعرض للمرض.

هذه الاخطار أكدت عليها أيضا دراسة كندية حديثة، اوضحت أن المراهقين الذين عانوا تنمرا ومضايقات من أقرانهم أثناء فترة الطفولة قد يكونون أكثر ميلا للاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية ممن لم يقعوا ضحية لمثل هذا السلوك.
وأظهرت الدراسة أن المراهقين الذين عانوا من ترويع أقرانهم في الصغر أكثر عرضة بمرتين للاكتئاب وبثلاث مرات للقلق أو الأفكار الانتحارية بالمقارنة بالأطفال الذين لم يواجهوا تنمرا في الصغر.

في السياق نفسه كشف تقرير صادر عن المخابرات الأمريكية عام 2002 ، عن أن التنمر لعب دورا هاما في اطلاق النار في العديد من المدارس، وينبغي بذل الجهود للقضاء على هذا السلوك العدواني.

ورصدت الدراسات المتخصصة في هذا المجال وجود رابط قوي بين التنمر ووقوع حوادث الانتحار سنويا، ويقدر أن ما بين 15 و 25 طفلا ينتحرون سنويا في بريطانيا وحدها، لأنهم يتعرضون للمضايقات.

تشير البحوث إلى أن المتنمرين البالغين يكون لهم شخصيات استبدادية، مع حاجتهم القوية للسيطرة أو الهيمنة.
وكشفت بعض الدراسات عن أن المتنمرين يعانون من أي نقص في تقدير الذات، أو يكونون متكبرين ونرجسيين، وقد يستخدم التنمر كوسيلة لإخفاء العار أو القلق أو لتعزيز احترام الذات عن طريق إهانة الآخرين.

والعام الماضي 2018 ، كشفت إحصائيات حديثة لليونسكو أن ربع مليار طفل في المدارس يتعرضون للتنمر في المدارس من إجمالي مليار طفل يدرسون حول العالم.

وأجريت الدراسة على 19 دولة، وأسفرت نتائجها عن نسب مذهلة منها أن 34% من الطلاب تعرضوا للمعاملة القاسية و أن 8% منهم يتعرضون للبلطجة يوميا.

وأوصت الدراسة بضرورة معالجة العنف المدرسي والبلطجة، كما أوصت بإشراك الأطفال والمراهقين وبناء قدرات المعلمين وإنشاء نظم إعداد التقارير لتحسين جمع البيانات والأدلة

ويواجه عدد من الأطفال ظاهرة التنمر بكل أشكالها النفسية والجسدية، بعضهم سجل موقفه ورفض ما سلط عليه من تنمر عبر إعلام المدرسين والآباء في حين استسلم آخرون لهذه المعاناة وأصيبوا بحالة من الاكتئاب والحزن.

التنمر عربيا
وفي مصر ترتفع نسب الاطفال الذين يتعرضون للتنمر من زملائهم في المدارس وما حولها من بيئة الي 70% من الأطفال في مصر حسبما ذكرت هالة أبو خطوة، مدير قسم الإعلام في مكتب اليونيسيف بمصر، التابع للمنظمة العالمية للأمم المتحدة الطفولة.

وكشفت د. مها المنيف الرئيس التنفيذي لبرنامج الامان الاسري الوطني بالسعودية عن ان 25 %من المراهقين يتعرضون للتنمر، بينما عكست دراسة لمركز الامان الاسري حول “مدى انتشار العنف وسوء معاملة الاطفال في المدارس ان ” 47 % من أطفال المدارس يتعرضون للتنمر، وهو ما يعني ان طفلا او اثنين من كل اربعة اطفال
يتعرضون للتنمر.

وكشفت جامعة زايد، خلال حملة توعوية حول «التنمر في المدارس»، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، عن أن نسبة الطلبة الذين يتعرضون للمضايقات كل شهر في دولة الإمارات، تبلغ 31%، وهي أعلى قليلاً من المتوسط الدولي.
وتصل نسبة التنمر في بعض المدراس اللبنانية نسبة 23.9 وفق دراسة حديثة نشرت في احدي المجلة العلمية وشلمت 330 طالباً من ثلاث مدارس في محافظة بيروت.

اما العراق فحصل على اعلى نسب تنمر نسبيا و اعتقد ان السبب في تغير ثقافة المجتمع بسبب الحروب و النزاعات الطائفية و العرقية فعدم الاستقرار الأمني له اثار على بناء شخصية الطفل و شعوره بالامان الداخلي و الرضا مما يجعله ساخطا على كل من حوله و عدم تحقيق الذات يلعب دورا بارزا من وجهة نظري في تبني شعور السخط على كل من حوله اضافة الى الفوضى التي تجعله يشعر بعدم وجود العقاب و اعتقد ان بعض النكات و الفكاهة أدت الى تعزيز فكرة التنمر و تسهيلها على الجاني بحجة الضحك و اللهو فكثرة التنمر يقلل من الشعور مع الآخرين و يقسي القلب و قد لمست هذا بنفسي عندما حاولت مراقبة احوال أفراد و مجموعات من مختلف الشرائح و اكتشفت ان التنمر و المعايرة يقابل بصدر رحب (صوريا فقط ) في المجتمع العراقي مما ادى الى صلافة التعامل بين التلاميذ و استخدام العبارات الجارحة و كأنها لا شيء يذكر

اما في الاْردن فقد لمست من مشاهداتي و زياراتي للكثير من المدارس و المكتبات و تجمعات الاطفال و حتى من شكاوى أهالي الاطفال لي مباشرة بما يعانيه أطفالهم من تنمر يخص احيانا اختيارهم للملابس او وزن الطفل او الفتيات في سن المراهقة عندما تعاني من ظهور حب الشباب و ايضا من يستخدم النظارات الطبية فيتعمد زملائهم التعليق الجارح علو هذه الامور اضافة للتعليق الساخر على مستوى ذكاء الطفل او تحصيله الدراسي كما يحصل احيانا من قبل المعلمات انفسهم ليس فقط الطلاب

ان التنمر ظاهرة انتشرت بين الاطفال بعضهم بعضا او التنمر من قبل بالغ نحو صغير مثلا اهله أو مدرساته
و ايضا التنمر من قبل طفل لم يتعلم الادب و الاحساس مع الآخرين فيتنمر هو على والدته او احد أقاربه او مدرساته اَي من قبل طفل لبالغ او التنمر بين البالغين بعضهم بعضا

يتصيد المتنمر نقط ضعف في الضحية سواء كان منتبها لها ام متعايش معها و يبدا اتخاذها وسيلة لتحقير الشخص بدرجات و وسائل مختلفه مثل ضعف بدني او مشكله نفسيه او إعاقة جسدية او صفات شكلية و خلافها

انواع التنمر
برز مفهموم التنمر مطلع الالفية عندما التفت المجتمع الانساني اليه مؤخرا وهذا لا يعني انه لم يكن موجودا في الامم السابقة، لكن بات اكثر حضورا مع انتشار لغة العنف في البيت والمدرسة والعمل.

والتنمر في المدارس بلغ خطورته ان اطلق الطلبة بعض الاعيرة النارية في احدى المدراس الامريكية ليلفت المجتمع وأجهزته الاعلامية لظاهرة التنمر، خاصة بعد التحقيقات التي قام بها جهاز الخدمة السرية بالولايات المتحدة، وأوضحت أن أكثر من ثلثي المهاجمين في حوادث إطلاق النار في المدرسة، قد شعروا بالاضطهاد والمضايقات والتهديدات والاعتداءات، أو تم جرحهم من قبل الآخرين قبل الحادث.

ولكن قبل التنمر كان التنمر الاسري موجودا في قهر واستقواء كثير من الازواج علي زوجاتهم او العكس وهو ما تشربه الصغار من سلوك عدواني داخل مؤسسة الاسرة، وكذلك التنمر الوظيفي الذي يمارساه بعض المديريين بحق الموظفين وما يدفع بعض الموظفين للعنف كرد فعل مساوي لتنمر المدير.

وهناك التنمر الإلكتروني، وهو منتشر في صفوف المراهقين والشباب المدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي، فهم كثيرا ما يتعرضون لهجوم لفظي أو التسلط عليهم وحجر آرائهم، بل وإرسال التهديدات بإيذائه وإيذاء أحد أفراد أسرته عند احتدام الاختلاف بينهم، عن طريق انشاء مدونات لترهيب الضحايا على مستوى العالم.
ويوجد أيضا التنمّر العرقي، وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر، وقد يصل هذا النوع في خطورته الى حدّ القتل.

تفسير علماء النفس
تعددت تفسيرات علماء النفس للسلوك العدواني والتنمر، وفق المدراس المختلفة. فالنظرية السلوكية تنظر الى سلوك التنمر على انه سلوك تتعلمه العضوية، فاذا ضرب الولد شقيقه مثلا وحصل على ما يريد، فانه سوف يكرر سلوكه العدواني هذا مرة أخرى لكي يحقق هدفا جديدا.

فالسلوك العدواني متعلم اجتماعيا عن طريق ملاحظة الاطفال نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم واصدقائهم وافلام التلفزيون وفي القصص التي يقرؤونها كما ان لاساليب التنشئة الاجتماعية دورا كبيرا كما في توجيهات الوالدين نحو عدوانية اطفالهم، ومشاهدة الاطفال للنماذج العدوانية في وسائل الاعلام، بجانب نزعة التقليد لدى الطفل تنمي لديه العدوان المكتسب.

ثم يقومون بتقليدها، وتزيد احتمالية ممارستهم للعدوان اذا توفرت لهم الفرص لذلك. فاذا عوقب الطفل على السلوك المقلد فانه لا يميل الى تقليده في المرات اللاحقة، أما اذا كوفئ عليه فسوف يزداد عدد مرات تقليده لهذا السلوك العدواني.

أما نظرية الاحباط والعدوان، فعتقد أن الاحباط ينتج دافعا عدوانيا يستثير سلوك ايذاء الاخرين وأن هذا الدافع ينخفض تدريجيا بعد الحاق الأذى بالشخص الاخر حيث تسمى هذه العملية بالتنفيس أو التفريغ لأن الاحباط يسبب الغضب والشعور بالظلم ما يجعل الفرد مهيأ للقيام بالعدوان.

بينما تركز النظرية الانسانية، فترجع سلوك التنمرالى عدم اشباع الطفل او المراهق للحاجات البيولوجيه من مأكل ومشرب وحاجات أساسية أخرى، قد ينجم عن ذلك عدم شعور بالأمن، وعدم الشعور بالامن يؤدي الى ضعف الانتماء الى جماعة الأقران والرفاق، ما قد يؤدي الى تدن في تقدير الذات، مما يؤدي الى التعبير عن ذلك بأساليب عدوانية، مثل سلوك التنمر.

ولكن الدراسات الحديثة، التي أجريت على آلاف الأشخاص المتنمّرين، كدراسات المركز الوطني للوقاية من التنمّر في الولايات المتحدة، ومركز مكافحة التنمر في بريطانيا، تشير إلى أن الأطفال والمراهقين المتنمرين هم أشخاص لديهم خلل في فهم القوة والسلطة، أنهم يتعرّضون للتخويف والإهانة في المنزل أو في المدرسة، ولدى معظمهم تقدير ذات مرتفع، ورفض شديد لأن يتعرّضوا للاعتداء، وعادة ما يكون لديهم شعور بالاستحقاق والتفوّق على الآخرين، ويفتقرون إلى التعاطف، ولديهم رغبة شديدة في السيطرة على الأمور والآخرين، كما أن لديهم نقصاً في المهارات الاجتماعية.

وقد لاحظت بنفسي ان احد الطلاب في المدرسة عادة يحاول لفت نظر اقرانه بانه قوي و مسيطر و يتعامل مع باقي الطلاب و كأنه فتوة المدرسة على غرار الأفلام او شيخ الحارة و يحاول كسر شوكة زملائه للخضوع له حتى يتسيد (الصف ) (الفصل) او حتى (الشلة) و يكون بنظر نفسه القائد العظيم ظنا منه ان القيادة بهذه الطريقة تجلب له السلطة و التميز و يصبح الجميع تحت أمره و هذا من وجهة نظري عبارة عن تراكم مفاهيم مغلوطة عن الحق والعدالة ومواصفات القائد والقدوة الحسنة

كنّا ان السياسة لعبت دورا في إقناع الاطفال بشخصية البطل فكلما كان اكثر قسوة و اجراما تنعته الصحافة المغرضة بالبطل و العظيم

من هنا يقع على عاتق وسائل الإعلام تصحيح مقاييسها للشخص الذي يستحق التمجيد ليكون نوموذجا يحتذى به بدلا من البلطجة الظالمة القاسية

ويجب ان لا ننسى دور افلام الكرتون الرسوم المتحركة في ترسيخ بعض القيم الباطلة

نقاط مشتركة
هناك نقاط مشتركة تجمع الجاني والضحية كما اكتشفها الباحثون ابرزها كلا من المتنمرين وضحايا التنمّر، يعانون من ضعف في مهارات التواصل الاجتماعي، ويتعرّضون للتخويف في المنزل أو عدم الاحترام في منازلهم، وهذا يعني مسئولية الأسرة عن نشأة الاضطرابات السلوكية والنفسية لدى الأبناء.

وان سلم الطفل من التخويف داخل الاسرة، فانه يتعرض له داخل المدرسة وهنا يلتقى الجاني والضحية في القصور التربوي والنفسي الصحي داخل المدارس، وفشل سياسيات تقويم السلوك المتبعة ، وهو وقد يدفع بعض ضحايا التنمّر الى التسرب من المدرسة خوفا لما يتعرّضون له، كما يعاني الضحايا من فقدان الثقة بالنفس، ما قد يجعلهم ضحايا للتنمّر والعنف، فيتقبلون دوره طيلة حياتهم بالمدراس .

الوقاية خير من العلاج
من السهل جدا تجنب كوراث تعرض الاطفال للتنمر ، عملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج
أولا بنشر الوعي داخل مؤسسة الاسرة سواء عبر برامج اعلامية بالتنمر ومظاهره ومخاطره والاسباب المؤدية ناه كما يمكن نشر الوعي بهذه الظاهرة في خطبة الجمعة بالمساجد ، وفي مواعظ الاحد بالكنائس، بجانب نشر الوعي بها في المدارس عير تخصيص حصص لها يلقى فيها بعض المختصين محاضرات مبسطة وميسرة للطلاب للتعريف بالظاهرة ومخاطرة وكيفية تجنبها وحماية الافراد والمجتمع منها . و برأيي ان اهم نقطة هي محاولة الام و الاب تعليم الطفل مراعاة شعور الآخرين و تنيمة الانسانية بداخله و حب الناس و حب الخير و ان الله بنتظر الى الضمير الذي بداخلنا فكيف نؤذي الناس بجرح مشاعرهم و النقطة الأهم هي تقبل الاخر كما هو عليه و ان يعلم الطفل و البالغ ان الناس مختلفة الاشكال مختلفة الطباع انا ليس انت و انت ليس انا و هذا لا يعني اني أفضل منك او انت أفضل مني يجب ام افتخر بنفسي و ان احبك كما انت لانك اخي بالإنسانية و لأنك شخص مختلف و الاختلاف لا يعني انه عيب او نقص و يجب ان نعلم الاطفال ان الله لا يعطي كل شيء فمن حرمه نعمه أعطاه مقابلها نعمة اخرى ربما انت لا تملكها . الثقة بالنفس و خب الناس و تقبلهم مفتاح وقف التنمر و من ثم العقاب فمن امن العقاب اساء الادب

اللبنة الاولي والتعاون
لاشك ان اللبنة في سلامة الافراد والمجتمع من التنمر تبدأ من الاسرة التي يجب ان تكون واعية تماما بضرورة طفولة آمنة للصغار ، وان يتبادل الابوان أدوار القوة داخل البيت ، مع حرصهما على تطبيق العدل بين الابناء وتوزيع مشاعر الحب والتواصل والحوار معهم بدرجات متكافئة ، وان توفر الاسرة للطفل حاضنة من الامان النفسي بما يتيح له ان يبدي رأيه في اي شئ داخل مملكته الاسرية دون خوف او رهبة .
ان يتوقف الابوان عن تعنيف الصغار تعنيفا قاسيا يقهرهم من الداخل ، وان يسعيان الى تربيتهم باللين والحنان وعدم الاسراف في العقاب اللفظي او البدني على الطفل ، وان يكون العقاب متناسبا مع حجم الخطأ الذي ارتكبه حتى لا يكرره بعنف او ينفس عنه بعنف موازي
فالابوان يجب ان يكتسبا فن مهارة التعامل مع الصغار بشكل صحي يشعرهم بالحب والقبول والرحمة وان مشاعرهم محل تقدير واهتمام وهو ما يعزز ثقة الطفل في نفسه خاصة مع حرص الابوان علي تنمية مهارات الطفل الاجتماعية بالانشطة الرياضة والادبية والفنية .
مع وعي ضرورة وعي الابوين بمنع صغارهم من مشاهدة العنف عبر التلفاز وافلام الكارتون العنيفة ، مع أهمية تدريب الأطفال على رياضات الدفاع عن النفس وتعزيز قدرتهم في مواجهة العدوانية اذا ما تعرضوا للتنمر باعتباره ذلك وسيلة للدفاع ول يس للاعتداء على الاخرين.
و ان يكون الأبوين قدوة حسنة فلا يتنمر الاب على زوجته و ينتقدنا و يجرح مشاعرها معايرا لها بوزنها او شكلها او اَهلها و يتوقع من اطفاله ان يكونوا أصحاء فلا يمكن ان تقوم سلوك طفل او حتى بالغ الا بالأفعال فمهما تكلمت فلن يؤخذ الا بأفعالك

ويأتي دور المدرسة في تعزيز قيم الاحترام المتبادل بين الطلاب وتكريس الانشطة الفنية والرياضية الجماعية التي تحبب في العمل الجماعي ، بجانب منع التمييز بين الطلاب في قاعات الدرس الا للمتفوق ليكون حافزا لغيره علي المنافسة العلمية الشريفة
يظل على الاخصائية الاجتماعية دور مهم جدا في احتواء مشكلات الطلاب بذكاء وتحويل سلوك كل من المتنمر والضحية الى سلوك صحي بحوافز دراسية كالرحلات وخلق صحبة أمنة داخل المدرسة.
ويجب على المؤسسات الاجتماعية والنفسية والاعلامية والثقافية ان تشترك معا في وضع خطط لبرامج عملية لتوعية الأولاد من مخاطر التنمّر وخطورته وسبل الحماية منه، وبرامج أخرى لتوعية االضحايا ومساعدتهم على مواجهة التنمر وتشجيعهم على الخروج من حالات الانهزامية وتقوية ثقتهم بأنفسهم ودفعم لاستشعار مناطق قوتهم الداخلية واستنفارها كسلاح في مواجهة حالات التنمر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى