سارة السهيل تكتب .. الأداب والفنون تنمي قدرات الطفل العقلية والوجدانية
تلعب الأداب والفنون دور البطولة الرئيسية في تشكيل عقل ووجدان الأطفال ، بما يملكانه من قدرات فنية تثير خيال الصغار وتوقظ عقولهم وتمنحهم القدرة علي التحليق في سموات براءتهم . ويوظف مبدعو أدب الطفل قدراتهم علي إستثارة خيال الأطفال في ترسيخ قيم الخير والحب والتعاون والجمال… وغيرها. وبذلك تسهم الأداب في تشكيل اخلاق الصغار وتكوين شخصياتهم تربوياً وثقافياً وأيضاً لغوياً . وبات الإهتمام بالأدب والفنون الموجه للطفل أكثر ضرورة في عالمنا العربي في مواجهة ما يصادفه من مظاهرالعنف والقسوة في الحياة ، كما يجري في مناطق الصراع السياسي بالعراق واليمن وسوريا وغيرها . ومن ثم فلا نجاة للطفل في هذه البلاد من هذا الواقع الأليم وحمايته من السلوك العدواني دون العمل على تنمية ثقافته عبر وسائل التثقيف السمعي والبصري . وقد وعت الحضارات القديمة لأدب الطفل ومنها الفرعونية حيث كشفت الدراسات الإهتمام بالطفل وفنونه لدى المصريين القدماء ، كما تجلي في النقوش والصور على أوراق البردي وجدران المعابد لأهميته في تشكيل وعي الصغار وتثقيفهم . بل ويذهب بعض الباحثين الي الاعنقاد بان السينمائي الشهير وولت ديزني استلهم فكرته عن الكارتون وشخصياته من زيارته لمقابر المصريين القدماء، ورأى فيها قصص الأطفال المصورة. وتبقي الكتابة للطفل عملية شديدة التعقيد المشكلة لان تقديم المعلومة للطفل ليتقبلها ويتفاعل اكثر صعوبة خاصة في عالم الفضاء المفتوح، حيث الطفل اكثر ذكاءا، مما يجعل اختيار اللغة وطريقة السرد والصور وطريقة الاخراج وسبل الاقناع عملا شاقا . ورغم ذلك فان خبرة المبدع وقدرته علي توصيل المعلومة للطفل في اسلوب شيق ومبهج يمكنه التأثيرعلي الطفل ليغرس فيه قيم الخير الجمال والرحمة والعدل وغيرها . كما ان التنوع في فنون أدب الأطفال بين الشعر والقصة والمسرح والمقالة والرواية، يؤدي إلى تنمية قدراتهم العقلية والتعبيرية، واثراء واشباع خيالهم الجامح، كما يهذب وجدانهم ويرقى بحسهم الجمالي، ويغرس القيم التربوية والسلوكية الإيجابية في نفوسهم، ويثيرفيها العواطف الإنسانية النبيلة، ويضيف اليهم الكثير من المهارات للتعامل مع الحياة . وفي تقديري ان أدب الطفل ، لابد وأن يتسم بوضوح الفكرة والمعاني الإيجابية والقيم الإنسانية السامية ، والإبتعاد عن العنف والتطرف والتعصب. وان يتفق مع فطرة الطفولة المجبولة على الحرية والمرح مع تناسبه مع مستواه العمري والادراكي واحتياجاته العاطفية والنفسية . ولجذب الطفل للقراءة والتمتع بالعمل الادبي يبنغي ان يتسم الاسلوب بالسهولة والوضوح مبتعدا عن الوعظ محفزاً علي استثارة العواطف الصادقة بما ينمي أحاسيسه الإيجابية وفقاً لقدرة المؤلف علي استحضار عناصر الإثارة والتشويق وشكل فني بديع عبر رسوم تعبيرية جذابة وملونة . وارجوان تسهم المؤسسات الثقافية العربية في دعم كتاب الاطفال وتحفز المؤلفين علي استمرار ابداعهم، كما يجب ان تهتم هذه المؤسسات الثقافية والتربوية بتحويل ما يتناسب مع قصص الاطفال الي اعمال فنية من افلام كارتون ومسرحيات لان الطفل بطبعه يعشق الصورة المتحركة ويهوي الموسيقي والفنون بالفطرة وهي اكثر تأثيرا في تشكيل وعيه الثقافي وبناء ثقته بنفسه وبالعالم من حوله ، فتثقيف الطفل بناء للمجتمع.