نثر

الشعر..   وتعلم حكمة الحياة – بقلم / سارة السهيل

الشعر بحياتنا كنسيم الهواء لابد وان نستشق عبيره لامدادنا بالطاقة الوجدانية والروحية والعقلية، وكما تتنوع مقاصد الشعر في التعبير عن الانسان في كل احواله من الافراح والاتراح والاحلام، فان بعضا من هذا الشعر يحمل خبرات حياتيه عميقة لمن يريد ان يتأمل ويفقه فن الحياة، فيما يعرف بشعر الحكمة .
فشعر الحكمة  يعكس خلاصة الخبرات الحياتية  العميقة والمتأملة التي يعيشها الشعراء في تجاربهم وتأملهم طبائع الناس وسلوكهم ودوفعهم النفسية، وميزة هذا الشعر انه يقدم عصارة الخبرات الانسانية في قالب ابداعي قريب من عقول وقلوب جمهور الشعر .
وكتب لشعر الحكمة الخلود والبقاء في الذاكرة الواعية لجمهور الشعر عبرالاجيال بدءا من  قصائد الحكمة لدي الشاعر الجاهي وزهير أشهر شعراء، أبو تمام والمتنبي وأبو العلاء المعري في العصر العباسي  وصولا لعصرنا الراهن، وذلك بسبب أهميته في حياتنا، فشعر الحكمة  يعيننا علي فهم الحياة من تقلب الاحوال من السعادة للشقاء اوالعكس ومن الصحة للمرض، من الغني للفقر، من الصداقة والاخاء الي العداء وغيرها .
كما تقدم لنا قصائد الحكمة معاني القيم الاخلاقية من صدق وكرم وشجاعة وعفو عند المقدرة، وتفسر دوافع السلوك الانساني وتكشف عورات سلوك اللئام القائم علي الكذب والنفاق والمذلة والخيانة .
وقد تفسر لنا قصائد الحكمة سلوك البشر ودوافعهم، وتجيب علي اسئلة عميقة منها: لماذا يخنع القوي عن مساندة الضعيف ؟ ولماذا يماطل الغني الانسان في اعطاء الحق للفقير؟ ولماذ يقبل الناس عليك وانت في سطوة مركزك وغناك بينما يديرون ظهورهم لك عندما تتقلب الايام ؟!
يعلمنا شعر الحكمة حقيقة معرفة انفسنا، فلن تعرفك معني تقديسك للوفاء الا وقت الشدة عندما يخون الاصدقاء، ولن تعرف معني نفسك الا صنعت قيمتك الانسانية بنفسك، وعندما تتعلم من الحياة وليس من الكتاب .
واليكم قصيدة كتبتتها تنتمي لشعر الحكمة .

قصيدة : تعلمت
بقلم سارة السهيل

من لم يعلمه الزمان
فلن
يعلمه الكتاب
و أنا تعلمت الوفاء
بقدر ما غدر الصحاب
و عرفت
أن الناس في الدنيا
ملايين الصنوف
و الحكم ما شمل الجميع
و إنما حكمي عليهم
بالألوف
هذا يزورك
في غناك
و يبتغي
دوما رضاك
فإذا استدار لك الزمان
تراه
ينكر كل ما صنعت يداك
و ترى غنيا
في غناه
يماطل المسكين حقه
و ترى فقيرا
ليس يملك
غير رزق اليوم
لو يأتيه
ضيف جائع
يعطيه رزقه
و لربما تجد الشهامة
في الضعيف
و تارة
تجد الخنوع لدى القوي
فإذا سألت
فلا تسل
إلا كريما
ذا شرف
و اغنم من الدنيا
حميد خصالها
و اهجر بها
كل الترف
و اعذر أخاك
إذا أساء
فربما
يأتي غدا منه الجميل
و لتصنع المعروف
لا تبغي به أجرا
و لكن تبتغيه
لدى الجليل
و إذا قدرت
فكن كريما
و اعف عمن قد أساء
و احذر رياء الناس
لو أثنوا عليك
فآفة الناس الرياء
و أعن عزيزا
زلت الدنيا به
بعد الثراء
الناس تهجره
فكن أنت الذي يبقي
على عهد الوفاء
و إذا خُذِلت من الصحاب
فلا تبع كل الصحاب
و اعلم بأن الناس
فيهم فرع أصل طيب
لكنَّ أغلبهم ذئاب
يخفون ذئبا جائعا
تحت الثياب
و إذا نزعت
قناعهم
أبصرت منهم ألف ناب
فاهنأ بحسن سريرة
واحذر كَلَيْثٍ وسط غاب

سارة طالب السهيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى