أدب الأطفالمقالات

‏ حقوق الطفل .. أقوال دون أفعال ..!(2) – سارة السهيل

 

واستمرت الجهود الدولية للدفاع عن حقوق الطفل بدرجة أكثرفي العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية ، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966) .  الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989  وإذ تغطي الاتفاقية كامل نطاق حقوق الإنسان فإنها تقربأن التمتع بحق من الحقوق لا يمكن أن ينفصل عن التمتع بالحقوق الأخرى وعدم التمييز. ويمكن تصنيف الحقوق التي وردت بالاتفاقية علي النحو التالي : الحقوق الشخصية والمدنية وتشمل الحق في الاسم والجنسية منذ الولادة ومعرفة الوالدين والحفاظ علي هويته وصلاته العائلية ، حقوق الحياة والبقاء وتشمل الحق في التغذية السليمة والمياه النقية والتمتع بأعلى مستوي صحي ممكن بلوغه وتطوير الرعاية الصحية الأولية والوقائية والعلاج وإعادة التأهيل الصحي والإصحاح البيئي ، حقوق النمووتشمل الحق في الرعاية الأسرية من الوالدين ، وحق الطفل المحروم من بيئة عائلية في رعاية توفرها الدولة ، والحق في مستوي معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي ، والحق في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب والمشاركة في الحياة الثقافية والفنون بحرية ، والحق في التعليم المجاني والمتطور وإدارة المدارس علي نحو يتماشي مع كرامة الطفل الإنسانية والحق في التربية ، حقوق الحماية. وتشمل حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الاقتصادي أو الاجتماعي أو التعرض لانتهاك جنسي وكافة أشكال استغلال الأطفال أو أدائهم لأي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو يعوق تعليمهم أو أن يكون ضاراً بصحتهم أو نموه البدني أو العقلي أو الروحي أو البدني أو لاجتماعي أو النفسي.وحمايته من التعرض لأي تعذيب أو عنف أو المعاملة القاسية أو الإنسانية أو المهينة أو حرمانه من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية وأن يكون احتجازه أو حبسه في أماكن خاصة بهم كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية .
والمقصود بالطفل في اتفاقية 1989هو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القوانين المطبقة عليه في بلاده وقد ذهبت هذه الاتفاقية الى حق الطفل في تكوين جمعيات من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وحقه في التعليم  وحقه في حماية مناسبة من الاستغلال والانتهاك الجنسي وغيرها من الحقوق التي تضمن حياة حرة كريمة للطفل في كل انحاء العالم. وكانت الاتفاقية بمثابة انجازغيرمسبوق وفريد للجمعية العامة للامم المتحدة في مجال الاهتمام والعناية بحقوق الاطفال وايلائها الحماية القانونية اللازمة.
ان استمرار الحرب على العراق منذ 1980 التي ابتدأت باشعال الحرب بين العراق وايران واستمراها حتى  1988 ثم اشعال الحرب في الخليج وجريمة الحصار الجائر على اطفال العراق ثم الهجوم على العراق عام 2003 وإحتلالها ، وما رافق جريمة الاحتلال  من انتهاكات خطيرة وغيرمسبوقة لحقوق الطفل منها على سبيل المثال لا الحصر : التشتت الاسري بعد ان بلغ عدد الايتام في العراق اكثرمن مليون يتيم وبلغ عدد الارامل اكثرمن مليون ارملة ،  بلغ عدد المشردين خارج العراق من دون توفر اية رعاية صحية او تعليمية لهم اكثرمن مليوني طفل ،  خضوع اطفال العراق للتحقيق والتعذيب في اقفاض الاسر سواء من اتهم بارتكاب جريمة او من اجل ان يكون وسيلة ضغط على احد المطلوبين لقوات الاحتلال ، قيام القيادة العسكرية لجيش الاحتلال باستحداث منظمات ارهابية تحت تسميات القاعدة او المليشيات الطائفية كان الغرض منها اشعال فتنة طائفية لقتل اكبرعدد ممكن من الشباب العراقيين وكان الاطفال هم عماد هذه التشكيلات المسلحة وهم الضحايا المغرر بهم وهذه جريمة لا اخلاقية ، تدمير اي حق كان متوفرا للطفل ، اصابة نسبة كبيرة من الاطفال بالاورام السرطانية وبشكل كبير جدا في جنوب العراق نتيجة استخدام الاسلحة المحرمة مثل اليورانيوم والذي يدخل الان حتى في الخضر المزروعة في تلك الاراض الملوثة وهذا يعني ابادة جماعية مستمرة للمجتمع العراقي فهي جريمة ضد الانسانية على المنظمات الانسانية ان تتحرك بسرعة لانقاذ ما تبقى من اطفال العراق .
الأستاذ غسان خليل في كتا به حقوق الطفل  قسم حقوق الطفل والتطور التاريخي خلال القرن العشرين من خلال أجيالا ثلاثة قسمت كما يلي : الجيل الأول : من العام 1923-1959،الجيل الثاني لحقوق الطفل: من العام  1959 – 1979  ، الجيل الثالث لحقوق الطفل : من العام 1979 – 2000 .
لايمكن التعرض لحماية الطفل وحقوقه دون التعرض لموقف الفكرالإسلامي الذي كفل للطفل الحق في التربية والعناية به صحيّاً ونفسياً واجتماعياً بحيث ينشأ على الفطرة السليمة السوية حيث كلف الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأبوين بحسن اختيار الزوجة والتي هي أم الطفل وحاضنته ومربيته والأم مدرسة، وكذا حسن تربية الطفل والاهتمام به ، وإبعاده عن المضرات البيئية ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على ذلك ، وهو ما يحمي الطفل من الاضطرابات النفسية والعاهات البدنية وسوء التربية. ولما كانت الأسرة السوية هي أجدر المؤسسات الاجتماعية على تنشئة الطفل النشأة السوية فقد اهتم الإسلام بالأسرة وجعلها مكان السكن ، والمودة ، والرحمة ، واللباس ، والحب ، والمكان الذي يعيش فيه الفرد مع من يحب مصداقا لقوله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» . وقد جعل الإسلام التربية في الصغر من النعم التي يجب على الفرد أن لاينساها وعليه أن يذكرها دائماً وأن يؤد حقها عليه. قال تعالى: «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً » سورة الإسراء الآية 24، فجعل الله التربية في الصغر ديناً واجب السداد على الإنسان في الكبر بالدعاء للوالدين، وحسن معاشرتهما ، والإحسان إليهما.
وفضلا عما سبق فقد كفلت الشريعة الاسلامية حق الطفل في الحياة القرآن الكريم نص على خصوصية للطفل تصحيحاً للوضع القائم في ذلك الوقت حيث انتشرت فكرة وأد البنات وقتل الأطفال خشية الفقر فجاءت الشريعة ناهية عن ذلك حيث قال تعالى {ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيرا} سورة الإسراء الآية 31 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى