مقالات
حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق (2) – سارة السهيل
تحدثت المقال السابق عن بعض حقوق الإنسان ووعدت أن نعرف المزيد بمقال جديدوالتى يمكن عن طريقها نغيرالشعوب ونغيرميولها ونزرع بها الحب والسلام وقبول الاخرهكذا نزرع الأمن والإستقرار نزرع حب الوطن بأن نهب للجميع حقوق الإنسان التي يحلم بها الجميع وقد تتحقق فى يوم من الأيام فنحن الشعوب لنا حقوق نطالب بها ولن نسكت عنهاوالتي منهاأيضا :
حق كل إنسان فى إختيارعقيدته التى يؤمن بها وهى ما يطلق عليه بالدستور حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائرالدينية. فمن حق أى مواطن بالوطن العربى أن يعتنق أى دين يريده سواء الإسلام أوالمسيحية وأى مذهب دينى يريده دون إعتراض من أحد أو فرض من أى جهة.
وحرية العقيدة يرتبط بها بشكل غيرمباشرتجريم كل إعتداء على الحرية الشخصية أوحرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون وأنها جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.
وهو ما يستدعى أيضا أن تكفل الدولة للفرد وللأسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي ، والمقومات الاساسية للعيش في حياةٍ حرة كريمةٍ ، تؤمن لهم الدخل المناسب ، والسكن الملائم . وهو ما أكدته منظمات المجتمع المدني وما تضمنته بعض القوانين بالوطن العربى والدستورالعراقي ورد به النص بأن تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أوالمرض أوالعجزعن العمل أو التشرد أواليتم أوالبطالة ، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة ، وتوفرلهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم . الاسرة اساس المجتمع ، تحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية وان تكفل الدولة أيضا حماية الامومة والطفولة وترعى النشئ والشباب وتوفرلهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم .
وكما أن للأولاد حقٌ على والديهم في التربية والرعاية والتعليم ، للوالدين حق على أولادهم في الاحترام والرعاية ، ولاسيما في حالات العوز والعجز والشيخوخة . وقد حظرت معظم القوانين بدولنا العربية الاستغلال الاقتصادي للأطفال، وتتخذ الدولة الاجراء الكفيل بحمايتهم . ومنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
يوجد حقوق لصيقة بالشخصية إلى جانب ذلك مثل حق الشخص في سلامة كيانه الأدبي : الحق في الشرف والاعتبار، الحق في السرية ، الحق في الهيئة أوالصورة ، الحق في الإسم ، و الحقوق اللصيقة بالشخصية حقوق مطلقة ، لاتقوم بالنقود ، لايجوزالتصرف فيها أوالنزول عنها ، لاتنتقل بالميراث ، لاتخضع لنظام التقادم ، ومنع الاعتداء على الشرف والسمعة تضم (حق التبليغ والنقد- إساءة استخدام حق النقد – القذف)
وهناك الحق فى الانتقال من مكان لآخر والحق في اللجوء ، والحق في المستوى اللائق للمعيشة ، والحق في الرعاية الصحية ، والحق في الزواج ، والحق في العمل والحق في التأمين الاجتماعي والحق المحاكمة العادلة وحقوق المتهمين والمذنبين، والحق في الحماية العقلية والمعنوية . ومن الحقوق الحق في التعليم : يجب على الدولة أن توفر الطرق والوسائل لحصول الجميع على التعليم الإلزامي والثانوي المجاني والتعليم العالي والتدريب المهني وتعليم الكبارومحو الأمية .
الحق في الملكية ، حرية الرأي والتعبير، حرية الاجتماع ، حرية الحركة ، الحماية ضد التمييز، حق المساواة أمام القانون ، الحق في الحصول على وظيفة ، يوجد مجموعة من المعايير الدولية المتفق عليها والتي تحدد وتحمي كرامة الإنسان وسلامته بلا أي تمييزمن ناحية اللون أوالأصل أوالدين أوالمذهب أوالمكانة الاجتماعية أو الاقتصادية. وهي حقوق لصيقة بالإنسان وغيرقابلة للتنازل ، وتلتزم الدولة بحمايتها من الاعتداءأوالانتهاك.
أية قراءة لحقوق المواطن في الدساتيرالعربية تتطلب اعتماد مرجعية حقوق الإنسان سواء ما تعلق منها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان عامة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أوالعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما أن الدستور يعتبر هو أسمى قانون للدولة فمن المفروض أن ينص ويضمن حقوق الإنسان لجميع المواطنين دون تمييز، وأن ينص على المساواة في تلك الحقوق بين الرجال والنساء ، من خلال قراءة بعض هذه الدساتير، يتبين لنا أن هناك معركة كبرى من معارك الديمقراطية وهي النضال من أجل إقرار دستور ديمقراطي أولا ، في طريقة صياغته ، وفي مضمونه ، وهذا الدستور لايمكنه أن يكون ديمقراطيا حقا ، إلا إذا اعتمد على مرجعية حقوق الإنسان ، وعلى المساواة بين الرجال والنساء في تلك الحقوق ، باعتباره الدستور هوالقانون الأسمى للدولة .
أن تكريم الإنسان هو أساس فكرة حقوق الإنسان في القرآن الكريم ، ولحفظ تلك الكرامة والمنزلة الرفيعة للإنسان شرع الله تعالى له الحقوق التي من شأنها تحقيق سعادته وحفظ مصالحه ، فكان القرآن الكريم هو الأسبق في تقرير حقوق الإنسان التي تتغنى بها حضارات اليوم ، والأشمل لجميع أنواع الحقوق والأكثرعدالة واحتراما للإنسان . بل وضعت الشريعة الأحكام التي : تحمي الإنسان وتحافظ عليه قبل أن يولد وبعد ولادته إلى أن يموت وحتى بعد أن يموت. في السلم والحرب على حد سواء .
القرآن الكريم : المصدر الأول للتشريع قال تعالى : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ” الإسراء – 70
السنة النبوية: المصدرالثاني للتشريع وهى كل ما صدرعن النبي من قول أو فعل أو تقرير.. فقد قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – في خطبة الوداع : حرمة الدماء والمال – حقوق النساء – الأمانة – الأخوة – عدم التمييز بين الناس ..
أعتقد أن الاحترام الفعلي للحقوق في المجتمعات العربية لا يزال موضع جدل وخلاف كبيرين باعتبارأن العبرة ليست بالنصوص الدستورية المتعلقة بهذه الحقوق أو ضماناتها ، بل في الرغبة الحقيقية والإرادة الصادقة من قبل الحكومات القائمة على بذل أقصى الجهد لضمان تحقق هذه الحقوق للأفراد على أرض الواقع .